سورة الفرقان - تفسير تفسير السيوطي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الفرقان)


        


{وَكُلًّا ضَرَبْنَا لَهُ الْأَمْثَالَ وَكُلًّا تَبَّرْنَا تَتْبِيرًا (39) وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَهَا بَلْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ نُشُورًا (40) وَإِذَا رَأَوْكَ إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُوًا أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا (41) إِنْ كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنْ آَلِهَتِنَا لَوْلَا أَنْ صَبَرْنَا عَلَيْهَا وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذَابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلًا (42)}
أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة {وكلاًّ ضربنا له الأمثال وكلاًّ تبرنا تتبيراً} قال: كل قد أعذر الله إليه وبين له ثم انتقم منه {ولقد أتوا على القرية التي أمطرت مطر السوء} قال: قرية لوط {بل كانوا لا يرجون نشوراً} قال: بعثا ولا حساباً.
وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن أبي حاتم عن الحسن في قوله: {وكلاًّ تبرنا تتبيراً} قال: تبر الله كلا بالعذاب.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال: {تبرنا} بالنبطية.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {ولقد أتوا على القرية} قال: هي سدوم قرية قوم لوط {التي أمطرت مطر السوء} قال: الحجارة.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء {ولقد أتوا على القرية} قال: قرية لوط.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن {ولقد أتوا على القرية} قال: هي بين الشام والمدينة.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج في قوله: {لا يرجون نشوراً} قال: بعثاً وفي قوله: {لولا أن صبرنا عليها} قال: ثبتنا.


{أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا (43) أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا (44)}
وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس في قوله: {أرأيت من اتخذ إِلهه هواه} قال: كان الرجل يعبد الحجر الأبيض زماناً من الدهر في الجاهلية، فإذا وجد حجراً أحسن منه رمى به وعبد الآخر، فأنزل الله الآية.
وأخرج ابن مردويه عن أبي رجاء العطاردي قال: كانوا في الجاهلية يأكلون الدم بالعلهز ويعبدون الحجر، فإذا وجدوا ما هو أحسن منه رموا به وعبدوا الآخر، فإذا فقدوا الآخر أمروا منادياً فنادى: أيها الناس إن إلهكم قد ضل فالتمسوه. فانزل الله هذه الآية {أرأيت من اتخذ إلهه هواه}.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {أرأيت من اتخذ إلهه هواه} قال: ذاك الكافر اتخذ دينه بغير هدى من الله ولا برهان.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الحسن {أرأيت من اتخذ إلهه هواه} قال: لا يهوى شيئاً إلا تبعه.
وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة {أرأيت من اتخذ إلهه هواه} قال: كلما هوى شيئاً ركبه، وكلما اشتهى شيئاً أتاه. لا يحجزه عن ذلك ورع ولا تقوى.
وأخرج عبد بن حميد عن الحسن أنه قيل له: في أهل القبلة شرك؟ فقال: نعم. المنافق مشرك، إن المشرك يسجد للشمس والقمر من دون الله، وإن المنافق عند هواه. ثم تلا هذه الآية {أرأيت من اتخذ إلهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلاً}.
وأخرج الطبراني عن أبي امامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما تحت ظل السماء من إله يعبد من دون الله أعظم عند الله من هوى متبع».
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {أم تحسب أن أكثرهم يسمعون} قال: مثل الذين كفروا كمثل البعير والحمار والشاة. إن قلت لبعضهم كل لم يعلم ما تقول غير أنه يسمع صوتك. كذلك الكافر إن أمرته بخير، أو نهيته عن شر، أو وعظته لم يعقل ما تقول غير أنه يسمع صوتك.
وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل في قوله: {بل هم أضل سبيلاً} قال: أخطأ السبيل.


{أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا (45) ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا (46) وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا (47)}
أخرج سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {ألم تر إلى ربك كيف مد الظل} قال: بعد الفجر قبل أن تطلع الشمس.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {ألم تر إلى ربك كيف مد الظل...} الآية. قال: ألم تر إنك إذا صليت الفجر كان ما بين مطلع الشمس إلى مغربها ظلاً؟ ثم بعث الله عليه الشمس دليلاً فقبض الله الظل.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس {ألم تر إلى ربك كيف مد الظل} قال: ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس {ولو شاء لجعله ساكناً} قال: دائماً {ثم جعلنا الشمس عليه دليلاً} يقول: طلوع الشمس {ثم قبضناه إلينا قبضاً يسيراً} قال: سريعاً.
وأخرج الفريابي وابن أبي شيبه وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد {ألم تر إلى ربك كيف مد الظل} قال: ظل الغداة قبل طلوع الشمس {ولو شاء لجعله ساكناً} قال: لا تصيبه الشمس ولا يزول {ثم جعلنا الشمس عليه دليلاً} قال: تحويه {ثم قبضناه إلينا} فاحوينا الشمس إياه {قبضاً يسيراً} قال: خفيفاً.
وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن الحسن {ألم تر إلى ربك كيف مد الظل} قال: مده من المشرق إلى المغرب فيما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس {ولو شاء لجعله ساكناً} قال: تركه كما هو ظلاً ممدوداً ما بين المشرق والمغرب.
وأخرج ابن أبي حاتم عن أيوب بن موسى {ألم تر إلى ربك كيف مد الظل} قال: الأرض كلها ظل. ما بين صلاة الغداة إلى طلوع الشمس {ثم قبضناه إلينا قبضاً يسيراً} قال: قليلاً قليلاً.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن إبراهيم التيمي والضحاك وأبي مالك الغفاري في قوله: {كيف مد الظل} قالوا: الظل: ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس {ثم جعلنا الشمس عليه دليلاً} قالوا: على الظل {ثم قبضناه إلينا قبضاً يسيراً} يعني ما تقبض الشمس من الظل.
وأخرج عبد بن حميد عن أبي العالية {كيف مد الظل} قال: من حين يطلع الفجر إلى حين تطلع الشمس.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي {جعلنا الشمس عليه دليلاً} قال: يتبعه فيقبضه حيث كان.
وأما قوله تعالى: {وجعل النهار نشوراً}.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع بن أنس قال: إن النهار اثنتا عشرة ساعة، فأول الساعة ما بين طلوع الفجر إلى أن ترى شعاع الشمس، ثم الساعة الثانية إذا رأيت شعاع الشمس إلى أن يضيء الاشراق. عند ذلك لم يبق من قرونها شيء، وصفا لونها، فإذا كانت بقدر ما تريك عينك قيد رحمين فذلك أول الضحى، وذلك أول ساعة من ساعات الضحى، ثم من بعد ذلك الضحى ساعتين، ثم الساعة السادسة حين نصف النهار.
فإذا زالت الشمس عن نصف النهار فتلك ساعة صلاة الظهر، وهي التي قال الله: {أقم الصلاة لدلوك الشمس} ثم من بعد ذلك العشي ساعتين، ثم الساعة العاشرة ميقات صلاة العصر وهي الآصال، ثم من بعد ذلك ساعتين إلى الليل.
وأخرج الفريابي وابن أبي شيبه وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: {وجعل النهار نشوراً} {وجعل النهار نشورا} قال: ينشر فيه.
وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة {وجعل النهار نشوراً} قال: لمعايشهم وحوائجهم وتصرفهم.

2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9